برج العقرب هو أحد الأبراج المعروفة منذ القدم، لأن شكله الذى يسهل تمييزه، يدل بوضوح على اسمه. و تذكر الأسطورة أن صراعاً قام بين هرقل (الجاثى) و حية الماء (الشجاع)، و هو العمل الـ 2 من الأعمال الـ 12 الإعجازية البطولية الأسطورية لهرقل (الجاثى)، فقد قدم العقرب لمساعدة حية الماء (الشجاع)، و ذلك بلدغ هرقل (الجاثى)، فقام الأخير بدهس العقرب و قتله، و أكمل هرقل (الجاثى) صراعه ضد حية الماء (الشجاع). مما جعل ملكة الإلهات بجبل الأوليمب Olympus، حيث تسكن الآلهة اليونانية، و ملكة السماء، الإلهة ﭼونو Juno عند الرومان (هيرا Hera عند اليونان)، و زوجه الإله ﭼوﭘيتر Jupiter ملك الآلهة عند الرومان (زيوس Zeus عند اليونان)، تعمل على توطين العقرب فى السماء، نكايةً بهرقل (الجاثى)، و لتذكره بعجزه و ضعفه و سقوطه.
و على العكس من هذه الأسطورة هناك أسطورتان أخريان تستبدلا هرقل (الجاثى) بالجبار (العملاق) كما تستبدلا لدغ العقرب له، بالموت متأثراً بسم العقرب. و يلاحظ هنا فى هاتين الأسطورتين أن موت الجبار (العملاق) كان بسبب سم العقرب. و فى الواقع هذا تفسير أسطورى لظاهرة فلكية، و هى غروب الجبار (العملاق) عند شروق العقرب، و العكس بالعكس، كما لو كانا يطاردان بعضهما البعض طبقاً للأسطورة، أو أن مسكنهما المعاكسان لبعضهما البعض يبعد خوف الأذية من أحدهما تجاه الآخر.
و تذكر الأسطورة الأولى أن العقرب قد أُرسل لقتل الجبار (العملاق)، و ذلك للانتقام منه لأنه حاول هتك عرض إلهة الصيد و القنص، الإلهة ديانا Diana عند الرومان (أرتميس Artemus عند اليونان). و يلاحظ هنا الربط بين الصياد (الجبار أو العملاق) و إلهة الصيد و القنص.
و تقول الأسطورة الثانية الرومانية أن الصياد (الجبار أو العملاق) كان يتفاخر بمهارته فى الصيد و القنص و شجاعته أمام الحيوانات المتوحشة الضارية، متبجحاً بأنه لا يوجد على سطح الأرض، أى نوع من الكائنات الحية لا يستطيع اصطياده. لذلك قررت الإلهة الأم (الأرض) Ops الرومانية، عقابه على هذا التكبر و الغرور و الثقة العمياء ببراعته و خبرته، و لهذا أرسلت العقرب لقتله بالسم.
و فى أسطورة رابعة تم الربط ما بين العقرب و قصة فيتون Phaëthon، ابن إله الشمس هليوس Helios، ذلك الفتى المغامر الطائش الذى حصل على إذن ليوم واحد لقيادة مركب الشمس عبر السماء، و فى رحلته عندما أرادت الجياد الجموحة و العنيدة تجاوز هذا العقرب السماوى المخيف لها، أصيبت بلدغةً منه، مما جعلها تصاب بالفزع و تُجفل، و تثور ثورةً طائشةً، بحيث تعذر عندها على القائد الغر عديم الخبرة السيطرة على مركب الشمس. فاقترب مركب الشمس من الأرض، مما تسبب فى غليان مياه البحار، و تحول ليبيا إلى صحراء جرداء، و اسوداد و احتراق جلود الإثيوبيين. مما حدا بملك الآلهة، الإله ﭼوﭘيتر عند الرومان (زيوس عند اليونان) أن يرسل صاعقته لتضربه و تقضى عليه، لينقذ العالم من النيران، التى كان يمكن أن تسببها، و عندما ضربته الصاعقة الإلهية، أسقطته من مركب الشمس، قاذفةً إياه بطوله ضمن كوكبة النهر. و فيما بعد وجد جسد هذا الفتى ملاحى سفينة Argonauts ﭼـاسون Jason.
مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
مع خالص تحياتى
مع خالص تحياتى
أو تعليقات جوجل بلس
