التقويم المصرى القديم، شأنه شأن سائر التقاويم اعتمد على الفلك، و كان العام مكوناً من 12 شهراً، كلً منهم يضم 3 أسابيع، كلً منهم مكون من 10 أيام، بالإضافة إلى 5 أيام فى أخر العام (النسىء). و لهذا فالأسابيع النجومية هى ما تعرف باسم العشرات Decans، لأنها مكونة من 10 أيام، أى أسبوع حسب التقويم المصرى القديم. و أول إشارة لها كانت فى التعويذة رقم 515 بهرم ونيس. ثم ظهرت على أغطية التوابيت من أسيوط خلال الأسرتين 9 و 10. ثم على أسقف مقابر الرعامسة بوادى الملوك (رمسيس 5 و 7 و 9)، كما فى الصورة.
لكن لماذا كان العام مكوناً من 36 أسبوعاً؟! تسألنى فأجيبك. لقد قسم المصرى القديم القبة السماوية إلى 3 أقسام: جزء شمالى، و آخر جنوبى، و ثالث مركزى فى الوسط. و لأن العام مكون من 12 شهراً (الأبراج الـ 12)، فقد قسم كل جزء من هذه الأقسام الـ 3 إلى 12 قسماً، و هكذا أصبح لدينا 36 جزءاً، و هم الأسابيع النجومية للعام.
يبدأ العام فى مصر القديمة بالشروق "الاحتراقى" لنجم الشعرى اليمانية، و "احتراقى" هنا تعنى "قُبيل شروق الشمس"، إذ "يحترق" النجم مع شروق الشمس، و "احتراق" هنا معناها "اختفاء النجم بسبب وهج الشمس". فنجم الشعرى اليمانية الذى يبدأ به العام، يظهر عادةً طوال العام و لكنه يختفى قبل الفيضان بـ 70 يوماً، و يوم ظهوره بعد هذا الاختفاء هو يوم بدء الفيضان، و بالتالى بدء العام، و لذلك أطلق المصريون القدماء عليه لقب جالب الفيضان، و المبشر بالفيضان.
و هكذا فأول أسبوع نجومى للعام هو المجموعة النجومية (الكوكبة Constellation) التى تضم نجم الشعرى اليمانية، و هى كوكبة الكلب الأكبر. و تظل هذه الكوكبة تشرق قٌبيل الفجر لمدة 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع)، لكن ماذا يحدث بعد مرور هذه المدة الزمنية؟! ستُشرق مجموعةً أخرى بدلاً منها. لماذا؟! تسألنى فأجيبك.
لدينا 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع) و كل يوم تُشرق النجوم مبكرةً بحوالى 4 دقائق (و التى سبق الإشارة إليها، باليوم النجومى)، فبضرب الرقمين معاً 15 يوماً فى 4 دقائق = 60 دقيقة أى ساعة. ما معنى هذا؟! تسألنى فأجيبك.
بعد مرور 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع) ستكون المجموعة النجومية (الكوكبة) التى تشرق احتراقياً (قُبيل شروق الشمس)، مجموعة أخرى غير كوكبة الكلب الأكبر حيث يوجد نجم الشعرى اليمانية. فالشروق الاحتراقى لهذه الكوكبة و هذا النجم يُمثلا الساعة الأخيرة من الليل، ثم تنتقل العشرة النجومية للساعة الليلية التى تسبقها.
و لكن ما مغزى الـ 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع)؟! تسألنى فأجيبك. بما أن العام مكون من 360 يوماً (بغض النظر عن الأيام الـ 5 المضافة)، و بما أن اليوم مكون من 24 ساعة، فبقسمة عدد الأيام على عدد الساعات (360 ÷ 24) يكون ناتج القسمة 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع). و بما أن سَّمْتُ الرأس (الجزء من القبة السماوية الذى يقع فوق رأسك مباشرةً)، يمثل زاوية قائمة ┴ على الأرض، فبالتالى لدينا زاويتين قائمتين، ينصفهم سَّمْتُ الرأس. بمعنى آخر 90 درجة مضروبة فى 2 = 180 درجة. هذه الدرجات تمر خلالها الشمس فى 12 ساعة نهاراً، و كذلك النجوم فى 12 ساعة ليلاً. فبقسمة 180 درجة على 12 ساعة = 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع).
هذه الأيام الـ 15 (أو الـ ½ شهر أو الـ ½1 أسبوع) هى بالضبط ما صوره لنا المصرى القديم، فيما يعرف بجداول مواقع النجوم (كما فى الصورة)، و التى سبق الإشارة إليها (على أسقف مقابر الرعامسة بوادى الملوك). حيث نجد شبكة من المربعات تتكون من 12 ساعة أفقياً، و 8 أقسام رأسياً. و كل جدول يمثل 15 يوماً (أو ½ شهر، أو ½1 أسبوع). لماذا؟! تسألنى فأجيبك. لان هذا الرقم 15 مضروباً فى 4 دقائق (و التى سبق الإشارة إليها، باليوم النجومى) يكون الناتج 60 دقيقة أى ساعة. و هكذا عرفنا أن المصرى القديم كان يعلم أن الساعة تتكون من 60 دقيقة. إذ كان يصور جدولاً واحداً لكل 15 يوماً (أو ½ شهر أو ½1 أسبوع).
حاولت التبسيط قدر المستطاع
مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
مع خالص تحياتى
مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
مع خالص تحياتى
أو تعليقات جوجل بلس
