مدونة هانى ظريف

علم الآثار الفلكى يهتم بدراسة الآثار المصرية القديمة و علاقة محاورها الرئيسية بمواقع الشَّمْسُ و النجوم و القَمَرُ و الكواكب و حركات الأجرام السماوية الأخرى.

  • أحدث التدوينات

        زوار مدونة هانى ظريف من جميع أنحاء العالم

    Google Translate

    الأحد، 18 ديسمبر 2016

        كيف تم تأريخ هرم خوفو فلكياً

        يكاد يكون هناك شبه إجماع بين الأثريين على أن هامش الخطأ فى تواريخ الدولة الحديثة لا يزيد عن 20 عاماً بالزيادة أو النقصان عما هو متعارف عليه. و لكن الأمر مختلف كليةً عند الحديث عن تواريخ الدولة القديمة إذ يصل الخلاف بين الأثريين لحوالى قرنين من الزمان. و هنا لعب علم الآثار الفلكى دوراً كبيراً فى تأريخ هرم خوفو فلكياً. 
    ففى عام 1964 اثبت د. إسكندر بدوى بمساعدة الفلكية د. فيرجينيا تريمبل بواسطة استخدام الميل الزاوى  Declination فى نظام الإحداثيات السماوية الاستوائية أن ما يعرف خطأ باسم "ممر التهوية" الجنوبى بحجرة دفن الملك موجه إلى النجم الأوسط من حزام كوكبة الجبار المسمى نجم النظام أو النيلام. و ذلك لا يمكن حدوثه فلكياً إلا فى عام 2600 ق.م. 
    و لكن بعد حوالى 30 عاماً (فى عام 1993) اثبت روبرت بوفال أن زاوية ميل "ممر التهوية" الجنوبى بحجرة دفن الملك و التى تبلغ 44,5 – 45 درجة تُشير للذروة العليا لنجم النطاق بحزام كوكبة الجبار بنفس زاوية الميل و ذلك يوم 23 أبريل عام 2475 ق.م. بينما زاوية ميل "ممر التهوية" الشمالى بحجرة دفن الملك و التى تبلغ 32,5 درجة تُشير للذروة العليا لنجم القطب السماوى الشمالى، و الذى كان وقتئذ نجم الثعبان بكوكبة التنين بنفس زاوية الميل و ذلك يوم 3 أبريل عام 2425 ق.م. و عليه يكون التاريخ المتوسط بين عامى 2475 و 2425 ق.م. هو عام 2450 ق.م. 
    و لكن بعد 7 سنوات (فى عام 2000) لاحظت الفلكية د. كات سبنس أن هناك خطأ فى التوجيه الفلكى للأهرام بانحراف سائد من الغرب للشرق و ذلك من عهد الملك سنفرو يزداد باضطراد حتى عهد الملك نفر إير كا رع.
    وبناءً عليه أثبتت الفلكية د. كات سبنس أنه فى منتصف ليلة 19 أغسطس صباح فجر 20 أغسطس عام 2467 ق.م. كان نجم المئزر أو الإزار بكوكبة الدب الأكبر و نجم كوشاب بكوكبة الدب الأصغر على استقامة واحدة مع نجم الثعبان بكوكبة التنين، و من ثم استُعمل الخط الواصل بين النجمين كمؤشر لنجم القطب السماوى الشمالى، حيث كان يقع فى منتصف ذلك الخط.


    و تعتمد نظرية كات سبنس على التالى: أثناء عهد المصريين القدماءِ، كَانَ النجم القطبى بعيداً عنْ القطبِ السماوى الحقيقي. و عندئذ كان نجم الثعبان، في كوكبة "التنين"، أقرب إلى القطبِ، لكن ليس قريباً بما فيه الكفاية للعَمَل به كبوصلةَ دقيقةَ تشير للقطب الشمالى الحقيقى. و لكن تقريباً على الجانبِ المعاكس لنجم الثعبان، كان هناك نجمان استعملا للإشارة للقطب الشمالى الحقيقى، الأولَ السفلى كوشاب بالدب الأصغر؛ و الآخر العلوى مئزر (أو إزار) بالدبّ الأكبرِ. و فى عام 2467 ق.م. كان على الكهنة المسئولون على بناء الهرم انتظار اللحظة المناسبة، و التى فيها يقع هذين النجمين الواحد فوق الآخر، و باستخدام الشاقول (ميزان الخيط) يقومون بحجب الخط الوهمى الواصل بينهما، عندئذ يكون اتجاه النظر يشير تماماً للقطب الشمالى الحقيقى، و بسبب حقيقة تقدم الاعتدالين فقد كانت هذه الطريقة دقيقة فقط فى ذلك الوقت، و لكن ليس قبل أو بعد عام 2467 ق.م.
    مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
    مع خالص تحياتى
    اظهر تعليقات: بلوجر أو تعليقات جوجل بلس
    • تعليقات المدونة
    • تعليقات الفيس بوك

    0 تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    Item Reviewed:     كيف تم تأريخ هرم خوفو فلكياً Rating: 5 Reviewed By: Hany Zarif blogger
    Scroll to Top