مدونة هانى ظريف

علم الآثار الفلكى يهتم بدراسة الآثار المصرية القديمة و علاقة محاورها الرئيسية بمواقع الشَّمْسُ و النجوم و القَمَرُ و الكواكب و حركات الأجرام السماوية الأخرى.

  • أحدث التدوينات

        زوار مدونة هانى ظريف من جميع أنحاء العالم

    Google Translate

    الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

        الصدام الحتمى الذى لا مفر منه

        ما هى أقدم شواهد تؤكد وجود علم الفلك الآثرى

    عُثر فى سيناء على هيكل عظمى يؤرخ بحوالى 33,000 سنة. و لهذا لا نستغرب ما يذكره Gosse, A. Bothwell فى كتابه The civilization of the ancient Egyptians حضارة قدماء المصريين الصادر عام 1915 ان بدء الرصد الفلكى فى مصر القديمة يرجع إلى 18,000 ق.م.
    1 – فى عام 2002 قام الفلكى الفيزيائى توماس ج. بروفى بنشر كتابه "خريطة النشوء، اكتشاف الأحجار الضخمة من ما قبل التاريخ، للخريطة الخاصة بالفلك الفيزيائى و بناء الكون". و فى كتابه هذا قدم البراهين على أن المرصد الحجرى بمنطقة حوض وادى نبطة و التى تقع على بعد 100 كم شمال غرب أبو سمبل، و الذى يعرف بدائرة التقويم يرجع لحوالى 16,500 ق.م. حيث وجد تطابق عند تحليل الشكل التخطيطى للدائرة مع كوكبة الجبار فى ذلك الوقت (اضغط على هذا
    الرابط لمشاهدة الفيديو). و فى هذا الموقع لم يُعثر على ما يشير للإقامة (حيث لا توجد دفنات)، بل عُثر على ما يشير إلى انه كان مركزاً للتجمع الدينى للاحتفالات و أداء الطقوس الدينية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأبقار (انظر الفقرة التالية). و مما يؤكد هذا الأمر العثور على نحت من أصل الصخرة الأم على هيئة أبو الهول (معبود شمسى) يعلوه نحت آخر على هيئة بقرة.
    2 – فى رسالة د. خالد سعد مصطفى درويش فى عام 2013 بعنوان "الرسوم النقاشية الصخرية في الجلف الكبير و العوينات بصحراء مصر الغربية في عصور ما قبل التاريخ”، اثبت ظهور رمز الإلهة بات في أقدم نقش بجبل العوينات (16,000 ق.م.). و هذه الإلهة هى التى على قمة صلاية نعرمر (ليست حتحور)، و هى من الآلهات الأبقار الكونية الفلكية السماوية.
    • انظر أيضاً رسالة ماجستير "المعبودة بات و دورها حتى نهاية العصر المصري القديم"، محمد جمال راشد جنيدى مكتبة الدراسات العليا كلية الآثار جامعة القاهرة، 2006.
    3 – في عام 1793 ألف العالم الفرنسى ديبوى بعد دراسته لرسوم البروج الفلكية على معابد دندرة و إسنا، كتاباً استنتج فيه، من علامات على هذه البروج ومن حسابات فلكية قام بها، أن المصريين القدماء هم أول من عرفوا علوم الفلك والبروج السماوية، وأن عمر هذه الأبراج الفلكية المصرية يبلغ من 15,000 – 13,000 ق.م.
    4 – كما كان هناك ارتباط رمزى بين كل شكل من أشكال الأبراج و مماثلته تماماً للعلاقة بين ظهور نجوم كوكبته فى السماء و حدوث نشاط معين على الأرض (15,000 – 13,000 ق.م).
    – هذا غير الكثير من المعلومات الأثرية الفلكية المنشور فى رسائل ماجستير و دكتوراه و حوليات أثرية عالمية و مؤتمرات و أبحاث دولية بواسطة خبراء متخصصين فى هذا الأمر. و أصبح ما حققه المصرى القديم من إسهام عظيم فى هذا المجال محل تقدير العالم كله، و عليه فالأمر أصبح مؤكداً و لا يوجد فيه شك البتة، إلا فى بلده (لا كرامة لنبى فى وطنه).

    الموقف المخجل للبعض ممن يرفض الأمر رفضاً باتاً جملةً و تفصيلاً

    عندما بدأت الاهتمام بعلم الفلك الآثرى أتذكر إننى تجادلت بشأن هذا الأمر مع صديق لى آثرى أثق فى مدى اطلاعه فى مجال تخصصه، و زميل آخر مرشد من عتاة المرشدين، و لكن كلاهما رفض الفكرة من الأساس. كما لو كان أى نهج جديد يهدم أسس و يزعزع أركان نصوصاً إلهية و عقائد مقدسة لا يجوز المساس بها. هذا حال من لا يتقبل فكرة التحول الجذرى و الأساسى فى نموذج فهمنا عن تاريخ ماضى المصرى القديم فى علم الفلك.

    النهج التقليدى الكلاسيكى فى علم الآثار

    و لكن قبل الخوض فى هذا الأمر لنفهم أولاً مشكلة علم الفلك الآثرى؟! المشكلة هى أن الأدلة ليست كما هو متعارف عليه بين الأثريين، فهى ليست من النوع التقليدى المألوف لهم. أى أنها ليست أدلة مادية ملموسة تخرج من الحفائر كما هو المتبع فى أساسيات علم الآثار، بل إنها أدلة عقلية مبنية على فهم عميق بأصول علم الفلك من مبادئ أساسية و مفاهيم عامة. فعلم الفلك الآثرى المتقدم للغاية و لأبعد الحدود مُشفر فى العديد من المبانى الأثرية، و يحتاج لخبير متخصص فى هذا العلم لفك طلاسمه.
    الأثريون يبحثون مادياً عن الأدلة الملموسة، بالضبط كالقاضى يود برهاناً ساطعاً، و ليس قرائن. بينما الفلكيون يبحثون عقلياً عن الشواهد المؤكدة لامتلاك ناصية هذا العلم من خلال تطبيقه فى العديد من المبانى الأثرية. و لتقريب الفكرة للأذهان، هل عرفنا وجود الله – سبحانه و تعالى – بالعقل أم بدليل مادى ملموس. هكذا علم الفلك الآثرى، يبحث عن الظواهر التى تؤكد الأمر.
    فعندما نمعن النظر فى وجود العديد من المبانى الأثرية كل شيئ فيها مخططاً له بعنايةً فائقةً و مُحكمة و دقيقة بشكل مذهل فلكياً من حيث تحديد الاتجاهات و الزوايا، فان هذا الأمر يدفعنا لإعمال عقلنا و إعادة التفكير حتى نفاجأ بما يؤكد أن هناك أدراك متقدم للغاية للمعرفة الفلكية، و هو أيضاً كذلك يخبرنا بالفعل بوجود علم فلك تطبيقى واضح و صريح و متقدم، و مُستغل فى محله المناسب و اللائق تماماً. فالأسانيد الفلكية و الحجج العقلية المُقنعة التى تؤيدها القرائن، تجعل الفرضية تصبح أكثر أرجحيه عندما نجد درجةً عاليةً جداً من التطور على مدى أجيال متعاقبة من تتبع تحركات الأجرام السماوية، محولةً إياها إلى برهان ساطع، بحيث لا يعوزنا بعدها دليل مادى ملموس.

    البراهين الساطعة

    أن مثل هذه الظواهر تؤكد على ريادة المصرى القديم لعلم الفلك و نبوغه فيه و استغلاله ذلك فى تشييد منشأته، كما أنها تعكس أيضاً مدى تقدمه ليس فقط فى علم الفلك بل فى الهندسة و العمارة حيث الدقة البالغة، ليس فقط فى تحديد الاتجاهات و الزوايا فلكياً، بل تحديد بدء العام و الانقلابان (الصيفى و الشتوى) و الاعتدالان (الربيعى و الخريفى). كما تكشف بجلاء عن عبقريته التى استطاعت ربط العمارة بالفلك. كما تؤكد أيضاً امتلاكه لفنون و علوم و أسرار الفلك باقتدار.
    فلقد اهتم المصرى القديم منذ أقدم العصور بتتبع مسار الشمس الظاهرى بين النجوم الثابتة برصد فلكى دقيق متناهى الدقة و منتظم خلال أجيال متعاقبة. إذ انه بهذا الأمر قد سبق غيره من حضارات الشعوب القديمة المعاصرة فى دراسة تحركات الأجرام السماوية و تتبعها عن طريق دراسة عميقة مؤسسة على معرفة بأصول الرياضيات الهندسية. و هو ما لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار.
    حاولت التبسيط قدر المستطاع
    مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
    مع خالص تحياتى
    اظهر تعليقات: بلوجر أو تعليقات جوجل بلس
    • تعليقات المدونة
    • تعليقات الفيس بوك

    0 تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    Item Reviewed:     الصدام الحتمى الذى لا مفر منه Rating: 5 Reviewed By: Hany Zarif blogger
    Scroll to Top