مدونة هانى ظريف

علم الآثار الفلكى يهتم بدراسة الآثار المصرية القديمة و علاقة محاورها الرئيسية بمواقع الشَّمْسُ و النجوم و القَمَرُ و الكواكب و حركات الأجرام السماوية الأخرى.

  • أحدث التدوينات

        زوار مدونة هانى ظريف من جميع أنحاء العالم

    Google Translate

    السبت، 25 فبراير 2017

        ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِيْ النّعيمِ بعَقْلِهِ ... وَ أَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ

        فى يوم الأربعاء الماضى 22 فبراير أعلنت ناسا فى مؤتمر بواشنطن خبر العثور على 7 كواكب تدور حول نجم، بما يماثل مجموعتنا الشمسية. و من خلال متابعتى لكل ما نُشر تقريباً سواء على المواقع الانجليزية أو العربية، فوجئت و كالمعتاد بردود الأفعال من تعليقات الزوار للمواقع العربية، و التى يمكن تلخيصها بالتالى:–
    1 – ربط الخبر بآيات القرآن الكريم: خطورة ربط الدين بالعلم، هو أن العلم يتغير طبقاً للاكتشافات و لكن الدين ثوابت إيمانية، هذا بالإضافة إلى أن الكتب السماوية جميعها ليست بكتب علم.
    2 – تكذيب ما تقوله ناسا: هل يصح لأنك تجهل تكنولوجيا الطيران، أن تدعى أن الطائرات لا تحلق؟! هل لو أن ناسا تُكذب، لماذا أحجم علماء العالم أجمع عن فضحها. و للعلم قد سبق لناسا أن أعلنت عن اكتشاف شبيه بهذا، و لكنها عادت و ذكرت بمنتهى الوضوح و الصراحةً أنها أخطأت فى هذا الأمر، و ذلك عندما أثبت علماء فلك روس خطأ فرضيتها.
    3 – الكل تقريباً ارتدى قبعة الخبير، و أدلى بدلوه، كما لو كان أعلم من علماء ناسا، مع انهم كلهم تقريباً يجهلون المبادئ الأساسية و المفاهيم العامة لعلم الفلك.
    و من منطلق تلك النقاط أحببت أن أوضح الأمر لذوى العقول و ليس للجهال، و ذلك كما قال أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب (كرم الله وجهه)، "إن جادلنى مئة عالم لغلبتهم بعلمى، و إن جادلنى جاهل واحد لغلبنى بجهله".
    فما أشبه الليلة بالبارحة، حيث أن نفس هذا المنطق ينطبق على من يجادلنى فى علم الآثار الفلكى فى مصر القديمة!!!
    فإلى تفاصيل الخبر، قبل بداية هذه الألفية و هذا القرن، كان من المسلمات انه لا توجد كواكب فى الكون باستثناء المجموعة الشمسية، و لكن الأمر تغير تماماً بعدما اكتشف العلماء طريقةً تمكنهم من قياس الخفوت الضوئى الضئيل جداً للغاية، و الذى يسببه عبور الكوكب أمام النجم (و هو يشبه ما يحدث فى ظاهرتى الكسوف و الخسوف). و منذ ذلك التاريخ تم الكشف عن 3.577 كوكباً خارج نظامنا الشمسى. و من بين هذا العدد الهائل من تلك الكواكب المكتشفة، لم يكن يوجد منهم سوى 10 كواكب فقط مناسبة لوجود حياة، و ذلك نظراً لوجودهم فى الموقع المناسب بالنسبة للنجم، بحيث تُوجد المياه السائلة (أصل الحياة). و إذ فجأةً يُكتشف الآن 3 كواكب دفعةً واحدة، بل و الأهم أن حجمهم قريب من حجم الأرض (25% أصغر – 10% أكبر).
    الجديد فى الأمر أيضاً أنهم يمثلون مجموعة كالمجموعة الشمسية، و لأول مرة يُعثر على هذا النظام، بل أن 6 منهم بنفس حجم و حرارة أرضنا، يضاف إلى ذلك أنهم كواكب صخرية و ليست غازية، مثل بعض كواكب مجموعتنا الشمسية.
    و هذا النجم الذى تدور حوله الكواكب هو من نوعية النجوم السائدة فى مجرتنا، و بالتالى فان معظم تلك النجوم يُفترض أنها تتضمن كواكب كأرضنا. و لهذا فمن المعتقد وجود 4 مليار كوكب مثل هذه فى مجرتنا.
    و بناءً على هذا الاكتشاف العظيم الذى فتح الباب على مصراعيه لعهد جديد تماماً فى علم الفلك، فقد تعززت فرضية البحث عن وجود حياةً خارج نظامنا الشمسى، و إننا قد لا نكون وحيدون بمفردنا فى هذا الكون، بل قد تُوجد حياةً فى عوالم أخرى، مثل كوكبنا الأرضى، و هو ما سيتأكد العام القادم بإرسال التليسكوب الفضائى المُقبل (و هو الخامس تباعاً الذى يُرسل للفضاء) و المسمى جيمس ويب، بحيث يتموضع على بعد 1.6 مليون كم، و هو بعد جديد لم يسبق لتليسكوب فضائى بلوغه من قبل، إذ انه سيقوم بالبحث فى التركيب الكيميائى للغلاف الجوى للتحقق من وجود بخار الماء و غازات الحياة (الأكسجين و الميثان و ثانى أكسيد الكربون)، بل سيتعدى ذلك إلى قياس درجة حرارة السطح، و الضغط الجوى عليهم، بحث لا يعد هناك مجالاً للشك البتة فى وجود حياة، و ذلك بتحليل الدلائل الحيوية. و حتى ذلك الوقت فإن تلسكوب هابل الفضائى حالياً يبحث فى مكونات الغلاف الجوى لهذه الكواكب.
    دمتم بكل خير
    مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
    مع خالص تحياتى
    اظهر تعليقات: بلوجر أو تعليقات جوجل بلس
    • تعليقات المدونة
    • تعليقات الفيس بوك

    0 تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    Item Reviewed:     ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِيْ النّعيمِ بعَقْلِهِ ... وَ أَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ Rating: 5 Reviewed By: Hany Zarif blogger
    Scroll to Top