مدونة هانى ظريف

علم الآثار الفلكى يهتم بدراسة الآثار المصرية القديمة و علاقة محاورها الرئيسية بمواقع الشَّمْسُ و النجوم و القَمَرُ و الكواكب و حركات الأجرام السماوية الأخرى.

  • أحدث التدوينات

        زوار مدونة هانى ظريف من جميع أنحاء العالم

    Google Translate

    الجمعة، 29 مايو 2020

    شرح تفصيلى للأبراج الفلكية – معبد دير الحجر – واحة الداخلة

         يقع هذا المعبد شمال واحة الداخلة وهو مُكرس لآمون و خنسو و جحوتى. ويرجع المعبد للنصف الثانى من القرن الأول الميلادى. و لكن الأبراج الفلكية ترجع للقرن الثانى الميلادى. و كانت تُمثل سقف قدس الأقداس و الذى انهار و سقط فيما بين أعوام 1819 – 1825. و اعيد تجميعه و تركيبه خارج المعبد. و لم يتبق من السقف فى مكانه الاصلى سوى الجانب الأيمن. و الآن توجد فقط قطعة واحدة صغيرة بعرض 0.39 م في مكانها الاصلى بأقصى داخل سقف قدس الأقداس (عكس المدخل).
    هذا الفاكسميلى يتضمن الأجزاء المفقودة الآن وهى المرسومة بالخط الرفيع و قد اُخذت من صور متحف المتروبوليتان من عام 1908. و السقف عبارة عن 5 بلاطات من الحجر الرملى بطول اكثر من 2.50 م و بمتوسط عرض اكثر من 0.73 م و بسمك 0.54 م و تبلغ ابعاده الاجمالية 3.25x 2.42 م. وهو منقوش نقشاً بارزاً خفيف البروز.
    وتتمثل أهمية هذه الأبراج الفلكية في الأتى: 
    1 – أنها تُمثل وضع التقابل الفلكى (انظر الشرح تحت وصف السطر الثالث).
    2 – أنها الوحيدة المتبقية من اثنين فقط من تلك الموجودة في قدس الأقداس إذ أن الآخر الذى كان ببيت الولادة بمعبد أرمنت و الذى يرجع لعهد كليوباترا 7 و ابنها قيصرون قد اندثر وباد. 
    3 – أخر تمثيل للأبراج الفلكية (أى أنها الاحدث زمنياً).
    4 – وعلى عكس المعتاد فقد لُون كل الارباب و الربات على حوائط قدس الاقداس باللون الأصفر ذكوراً و اناثاً و هو اللون الذى يقتصر عادةً على الاناث دون الذكور.
    ويلاحظ ان هذا السقف قد تم نقشه بدون استخدام شبكة المربعات أو حتى رسم اسكتش (تخطيط) مبدئى (انظر الشرح تحت وصف السطر الثالث) كما يؤكد ان نحت النقوش قد بدأ من أقصى داخل قدس الأقداس للخارج (ناحية المدخل) و السبب في ذلك هو وجود اثنين من النحاتين مختلفى المهارة و الدقة. و يتضح ذلك بصورة جلية عند مقارنة نقوس حوائط قدس الأقداس بنقوس السقف. حيث ان الجزء العلوى من قمة الحائط الشرقى يتبع نفس أسلوب زخرفة السقف حيث نشاهد آمون رع الجنسى (منتصب القضيب) رب هيبس داخل قرص الشمس يتعبد له ثامون الاشمونين برؤوس كباش.
    الوصف الأثرى للمشهد الفكى:
    نشاهد معبودة السماء نوت ملتفة كدائرة على اطراف الأبراج الفلكية لتضم بداخلها 4 اسطر افقية للآبراج الفلكية فنجد كفى يديها قرب الركن العلوى يساراً (عكس القدمين فى الركن) ثم الساعدين بحذاء الجزء العلوى و كان رأسها موجوداً فى الركن الاعلى يميناً يليه الثديين والبطن بحذاء الجزء الايمن لينتهى نصف جسدها العلوى فى الركن السفلى يميناً حيث نجد أنها تلد قرص الشمس المجنح ثم تلتف سيقان ارجلها كنصف دائرة ممتدة بحذاء الجزء السفلى صعوداً لاعلى بحذاء الجزء الايسر حيث تنتهى فى الركن العلوى يساراً بالاقدام.
    السطر العلوى
    نجد فى المنتصف المعبود جب المُمثل لأوزيريس – الجبار. و هو مُمثل مثل معبودة السماء نوت. إذ أنه منحنى وملتوى و ملتف على نفسه (متقوس كهلال القمر). و نجد اسفله 14 لوحة تُمثل 14 قطعة أشلاء أوزيريس. وطبقاً لأسطورة الخلق فهو مخنث فبالنظر إلى عضوه التناسلى نجده ذكراً لكنه له من النساء الثدى و تسريحة الشعر.
    وهو ليس الحالة الفريدة إذ نجده منحنى وملتوى و ملتف على نفسه منذ الأسرة 21 فى برية محفوظة بالمتحف البريطانى برقم 10018.
    كما يظهر منحنى وملتوى و ملتف على نفسه و مخنثاً أيضاً على سقف صالة الأعمدة بمعبد فيلة.
    كما يظهر منحنى وملتوى و ملتف على نفسه و مخنثاً أيضاً على سقف الحجرة الخارجية لمقصورة اوزيريس الغربية اعلى سطح معبد دندرة إلا أنه ذو لحية.
    و كذلك صُور مخنثاً على سقف الحجرة الخارجية لـمقبرة بسن-أوزير بتل أتريب.
    و نجد يساراً امام المعبود جب الجبار على قارب ثم حورس على حامل (مثل المنقوس على دائرة الأبراج باعلى سطح معبد دندرة).
    ثم نجد اقصى اليسار (بنفس ترتيب دائرة الأبراج بمعبد دندرة) الشعرى اليمانية على رأسها قرص بداخله نجمة (مثلما هي منقوشة بنفس الشكل على سقف صالة الأعمدة الكبرى بمعبد كوم امبو). ثم نجد اقصى اليمين سطرين: العلوى يُمثل 5 أسابيع نجومية و السفلى يُمثل 2 من الأسابيع النجومية (يستثنى منهم سلحفاة الماء العذب (شهر الـنسئ) و المعبودة و كوكب الزهرة المُمثل كطائر مالك الحزين – البلشون).
    السطر الثانى
    نجد اقصى اليمين قرص الشمس الذى يحتوى على عين حورس ثم 16 (2 ثامون) من الارباب يمثلوا مراحل الشهرى القمرى (عدد أيام النصف الأول من الشهر القمرى) أو ثامون الأقصر مرتين وهم (من اليمين لليسار): منتو و آتوم و شو و تفنوت و جب و نوت و أوزيريس و جحوتى و إيزيس و نفتيس و حتحور و حورس و أبناء حورس الـ 4.
    السطر الثالث
    لاحظ اختلاف المسافات بين الاشكال ناحية اليمين و تلك التي ناحية اليسار. فتلك التى يساراً مكتظة و متكدسة بعكس التى يميناً (سوء توزيع للفراغات الشاغرة بين الاشكال). و يتجه كل الارباب و الربات و المراكب لناحية اليسار. و نجد أقصى اليمين هلال القمر الذى يبزغ مع غروب الشمس. فهنا نجد الرحلة الليلية للشمس (لأنها مُمثلة من الغرب للشرق عندما كان السقف فى موضعه الاصلى) و الرحلة مقسمة لـ 3 مراحل (من اليمين لليسار): آتوم (الشمس الغاربة) فى مركب تجرها بنات آوى [في مقابر المزوقة قرب دير الحجر نجد مركب الشمس تجرها 6 من المعبودات (الربات)]. و هنا بالخطأ نجد آتوم فى المركب الوسطى. ثم معبود برأس كبش (طبقاً للرحلة الليلية للشمس على سقف صالة الأعمدة بمعبد إسنا كما يتضح فى الصورة التالية. ملحوظة: تم عكس صورة سقف معبد إسنا افقياً بحيث اليمين أصبح يساراً لتتوافق مع ما هو موجود بمعبد دير الحجر) ثم اخيراً الجعران خبر (ولادة الشمس).
    و فى منتصف الجزء العلوى (انظر الصورة التالية لمزيد من التفاصيل) نجد قرص القمر (بداخله قرد بابون) يميناً و قرص الشمس (بداخله طفل) يساراً يليهم لليسار مركب به يميناً المعبود خنسو بتاجه المميز مُمثلاً للقمر فى وضع متقابل مع معبود شمسى يساراً ممسكين بايادى بعضهم بعضاً. وهذا يُمثل فلكياً ما يُعرف بوضع التقابل بين الشمس و القمر أى غروب الشمس مع شروق القمر بحيث يكونا متقابلان فى السماء الشمس غرباً و القمر شرقاً و لا تحدث هذة الظاهرة الفلكية إلا عندما يكون القمربدراً (قمر 14). و قد كُرر نفس المفهوم مرتين للتأكيد على اهمية هذه الظاهرة الفلكية.
    السطر السفلى
    ارباب الرياح الـ 4 (2 على كل جانب). الجعران المجنح يساراً يُمثل الريح الشرقية أو الشمالية (يعلوه برج الثور) و الكبش المجنح يميناً يُمثل الريح الشمالية أو الجنوبية و يتطابق هذا مع ما هو موجود في معبد دير المدينة و معبد ابت (فرس النهر) بالكرنك. و نجد بين ارباب الرياح الـ 4 (أى فى وسط السطر) 12 من الارباب ربما أنهم يمثلوا ساعات النهار أو ساعات الليل أو شهور العام القمرى (و هو الاحتمال الاكبر). و هم من اليسار لليمين: 1 – شهر هاتور مُمثل على شكل المعبودة حتحور 2 – شهر بؤونة الذى كان يُسمى باسم خنت غتى فى الدولة الوسطى مُمثل على شكل المعبودة ابت (فرس النهر) ] إيزيس – تاورت – ررت – كوكبة التنين [ 3 – المعبود توتو (مُمثل فى مقابر المزوقة و اسمنت الخراب) 4 – شهر كيهك 5 – غير معروف 6 – شهر أمشير الذى كان يُسمى باسم ركح ور فى الدولة الوسطى مُمثل على شكل المعبود حورس؟ 7 – غير معروف 8 – غير معروف 9 – شهر بشنس المُمثل على شكل المعبود خنسو 10 – المعبود خنتى حتى برأس صقر 11 – غير معروف 12 – شهر مسرى الذى كان يُسمى باسم وبت رنبت فى الدولة الوسطى مُمثل على شكل المعبود رع حور آختى. وهكذا ينقص هذا التقويم القمرى شهور: توت (تخى فى الدولة الوسطى) – بابة (منخت فى الدولة الوسطى) – طوبة (شف بدت فى الدولة الوسطى) – برمهات (ركح نجس فى الدولة الوسطى) – برمودة (رننوتت فى الدولة الوسطى) – أبيب (أبت حمت فى الدولة الوسطى)
    مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
    مع خالص تحياتى
    اظهر تعليقات: بلوجر أو تعليقات جوجل بلس
    • تعليقات المدونة
    • تعليقات الفيس بوك

    0 تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    Item Reviewed: شرح تفصيلى للأبراج الفلكية – معبد دير الحجر – واحة الداخلة Rating: 5 Reviewed By: Hany Zarif blogger
    Scroll to Top