مدونة هانى ظريف

علم الآثار الفلكى يهتم بدراسة الآثار المصرية القديمة و علاقة محاورها الرئيسية بمواقع الشَّمْسُ و النجوم و القَمَرُ و الكواكب و حركات الأجرام السماوية الأخرى.

  • أحدث التدوينات

        زوار مدونة هانى ظريف من جميع أنحاء العالم

    Google Translate

    الأحد، 30 أبريل 2017

        طقسة رفع السماء twȝ-pt

        بقلم: أ. ماجد محجوب
    بالرغم من وجود فكرة دعم أركان السماء بواسطة الإله فى نصوص الأهرامات منذ عصر الدولة القديمة إلا أن أقدم تصوير لهذه الفكرة كطقسة يرجع لعصر الملك رمسيس الثانى من الأسرة 19 (الدولة الحديثة) وذلك على الجدران الخارجية لمعبد آمون-رع بالكرنك، بينما انتشرت وكثر تصويرها بشكل كبير جداً على جدران المعابد المصرية التى تعود للعصرين البطلمى والرومانى.
    وقد كان المعبود "شو" هو أول من قام بهذه الطقسة أمام المعبود "رع" عندما رفع السماء "نوت" وفصلها عن الأرض "جب" فى بداية الخليقة، ولهذا السبب نجد أن معظم مناظر هذه الطقسة تصور أمام المعبود "أنوريس-شو".
    وفى المعبد المصرى يحل الملك محل المعبود "شو" نفسه بصفته "قوى الذراع" الذى يرفع السماء ويحافظ على توازنها ومنعها من السقوط، و بالتالى الحفاظ على توازن الكون المتمثل فى مصر، وبذلك أيضاً يعمل الملك على استقرار واستمرار المعبد والعمل الدائم والدؤوب به والمحافظة على إقامة الشعائر والصلوات به بشكل مستمر، حتى يضمن أمن وسلامة البلاد بواسطة الآلهة.
    وفد صُورت هذه الطقسة بكثرة أيضاً أمام المعبود "حورس" وذلك فى معبده بادفو والذى اعتُبر فى النصوص انه "السماء التى يسكنها حورس" وبذلك فإن أداء هذه الطقسة أمام "حورس" بواسطة ملك ما تعنى أن هذا الملك يريد أن يخبره بأنه يحافظ على منزله (السماء) وسيظل هذا المنزل قائم وثابت طالما أن هذا الملك يحكم البلاد، ولذلك قد تتساوى هذه الطقسة مع أخر طقسة ضمن الطقوس المعروفة بـ "شعائر تأسيس المعبد" وهى طقسة "وهب المعبد لسيده (rdi pr n nb.f)" تلك الطقوس التى تقام جميعها أيضا أمام "حورس" بمعبد إدفو.
    ودائماً ما تُصور هذه الطقسة فى أركان المعبد الأربعة من الخارج، وخاصةً أركان صالات الأعمدة الأمامية فى معابد العصرين البطلمى والرومانى تلك الصالات المعروفة بإسم Pronaos والتى فى الغالب ما تحمل أسقفها مناظر فلكية، مما يدل على أن هذه الصالات نفسها كانت ترمز إلى السماء الكونية وسماء مصر؛ فتصوير هذه الطقسة على أركان الصالة الأمامية الغرض منه هو تقوية وتدعيم أركان السماء الأربعة (كما تصورها المصرى القديم) ومنعها من السقوط.
    وبذلك يمكننا القول بأن تصوير هذه الطقسة وأدائها أمام المعبودات الشمسية كان ضرورياً بغرض الحفاظ على السماء المصرية ثابتةً ومتماسكةً، والتى هى فى نفس الوقت سكن المعبود الرسمى للبلاد، والتى يبحر من خلالها فى رحلته اليومية وبذلك تستمر الحياة على الأراضى المصرية دون انقطاع أو توقف.
    مشاركتك للتدوينة هى الدافع لتقديم المزيد، رجاءً أضف أصدقائك.
    مع خالص تحياتى
    اظهر تعليقات: بلوجر أو تعليقات جوجل بلس
    • تعليقات المدونة
    • تعليقات الفيس بوك

    0 تعليقات:

    إرسال تعليق

    ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

    Item Reviewed:     طقسة رفع السماء twȝ-pt Rating: 5 Reviewed By: Hany Zarif blogger
    Scroll to Top